انظر إلى النتائج المروعة للاستطلاعات التي قام بها منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة والتي تكشف عن الوفيات والتأثيرات الواسعة الناجمة عن القيادة المتهورة، الاختناقات المرورية وخدمات الإنقاذ الضعيفة.
حسب استطلاعات 2004م، تم وضع الهند والصين في مقدمة القائمة بما توفي فيهما 1.2 مليون نسمة (2.2% من كافة الوفيات) في الحوادث المرورية . الدول العربية والدول المتقدمة الأخرى ليست استثناء في هذا الأمر حين شهد الإمارات والسعودية معدل عالي للوفيات في السنوات الماضية. حسب استطلاعات 2004م الحوادث المرورية هو السبب الرئيسي للوفيات والإصابات بين الأطفال الذين يتراوح أعمارهم ما بين 10 و19 في العالم أجمع (يتوفى 260000 طفل ويصيب 10 مليون طفل في سنة واحدة حول العالم). عندما يزداد عدد المركبات في الطرق يوما بعد يوم، لا يكون التخمين خطأ أن معدل الوفيات في الحوادث يزيد في عام 2013م أكثر مما هو الآن.
الآن قد حان الوقت للتفكر عن سلامة الناس الذين لا يوجد لديهم ضمان حول حياتهم عندما يدخلون الشوارع بالمركبات لأداء مهامهم اليومية. المشاة أيضا تتعرض الآن للحوادث أكثر مما هو في السنوات الماضية.
ما هي التدابير التي يمكن لنا أن نتخذها لمعالجة مثل هذه التحديات؟
- رصد عدد المركبات التي يتم تسجيلها كل يوم أو
- توسيع الطرق كل مرة حسب المتطلبات أو
- فرض أنظمة جديدة لإصدار رخصة قيادة
هل هذه التدابير معقولة أو ممكنة؟ حتما لا.. وهذه القرارات قد تؤثر الأمور الاجتماعية أو الاقتصادية للدول. ولكن يمكن لنا القيام ببعض الأمور. نتكلم هنا عن احتمالات إنقاذ الأرواح.. عن إحضار سيارات الإسعاف إلى موقع الحدث بالسرعة والسلامة في حالة الطوارئ. عندما تكون الدقائق والثواني قيمة للغاية، يستغرق مراكز الإجراءات (المستشفيات/خدمات الطوارئ/مراكز الشرطة.. وغيرها) وقتا طويلا لاختيار، تنظيم وإرسال سيارة طوارئ مناسبة إلى الموقع المناسب.
لحسن الحظ، إن نظام تتبع المركبات جي بي أس تجعل الاتصالات عند الطوارئ عملية سهلة جدا. مع تحديثات عن مكان التواجد للمركبة في كل لحظة يمكن لنا توجيه المركبات ورجال الإسعاف الأقرب لموقع الحدث وإنقاذ المصابين بوقت قليل. يمكن لرؤساء الطوارئ مراقبة الخريطة للعثور على المركبة المزودة بالمرافق اللازمة لحالة معينة والاتصال بهم مباشرة للوصول إلى موقع الحدث بأسرع وقت ممكن.
مثلا يمكنك تحديد مكان سيارات الشرطة، سيارات الإطفاء، سيارات الإسعاف وفرق الكلاب بسهولة وإرسالهم إلى المكان المطلوب بدون ضياع الوقت وتحديد المسار الأنسب للوصول إلى الموقع.
ليست الخدمات الطوارئ فقط التي تستفيد من هذه الخدمة، بل قطاعات الأعمال المختلفة تفهم الآن أهمية تتبع جي بي اس لرصد وتعقب المركبات، البضائع والموظفين لتقليل احتمالات السرقة وتعزيز فعالية السائقين والمركبة. يمكن بها تنظيم أعمال التوزيع، رصد السائقين المراهقين، تتبع بضائع قيمة والاستفادة من عدة فوائد تكنلوجيا جي بي أس المحورية.